في ظل وجود زوجك أمامك طوال اليوم.. كيف تمتحنين ذكاءك العاطفي؟

[ad_1]

عندما تصبح إقامة الزوج في البيت على حساب مصدر الدخل والمعيشة، فإنها بالتأكيد تتحول إلى مصدر قلق قوي لدى الزوجة التي منعتها ظروف التباعد الاجتماعي أو الحجر من مغادرة عتبة المنزل. وعندما كانت تتمنى رؤية زوجها أثناء النهار، أصبحت هذه الرؤية المشتهاة مصدر ضغط نفسي أقوى وأثقل، لذلك طبيعي أن تختل معادلة الاستقرار، وتظهر على وجه الزوجة، وفي صوتها وتصرفاتها.

وفي قناعة الأخصائي النفسي باسم التُّهامي، فإن مكوّنات هذه المعادلة الأسرية الجديدة، أو المفاجئة، التي جاءت بها ترتيبات الوقاية من جائحة كورونا، تجعلها وصفة مستعصية ونكات تتجول في السوشال ميديا.

تداعيات بقائه في المنزل

بتقدير التُّهامي، إن عدم قدرة الزوج على التكيف مع الوضع الحالي يرفع لديه درجة الإحساس بالعجز، وهو الذي يوسع الاستعداد للاستثارة والعصبية الزائدة، والصدام أحياناً على أبسط الأمور وأعقدها.

وقد يتحول الحرص الزائد في النظافة والتعقيم خشية الإصابة بفيروس كورونا أو نقل العدوى داخل المنزل، إلى أمر يختلف عليه الزوجان، ما يؤدي إلى الشجار وعدم الاتفاق، فيما تتذمر الزوجة من أي تصرف يصدر من زوجها.

في صيامه مشكلة أخرى

ومع صيام شهر رمضان، وما فيه من تدابير والتزامات مادية معروفة اجتماعياً، ومن طقوس عائلية أيضاً، فإن التُّهامي لا يجد في وقوع المشاكل بينهما أي مسألة تدعو للاستغراب. فشعور الزوج بالعجز لقلة العائد أو الدخل المادي، مسألة تسحب من رصيده العاطفي، وتعقد طريقة التعامل مع زوجته، ما ينعكس سلباً وبقوة على طاقة وحميمية ومفردات اهتمامهما ببعض.

علاقتهما في خطر

هكذا تبدأ الأفكار السلبية بالظهور، كما يقول التُّهامي، وتصبح علاقتهما على الحافة طوال اليوم، لصعوبة التكيف والانسجام مع الظرف الذي يعيشانه، وتصبح العزلة هي الطقس المنزلي المستدام.

ولهذا، ينبغي عليهما ترتيب أولوياتهما من حيث الإدارة العامة لشؤون حياتهما المادية والاجتماعية والمهنية وطريقة التواصل فيما بينهما، ومحاولة تفادي أية خلافات قد تحدث، والسعي لتهدئة الأمور لحين عودة الحوار بينهما مرة أخرى.

كسر الروتين اليومي داخل المنزل، ومحاولة تبسيط المشاكل، والابتعاد عن المزاج السيئ قدر المستطاع، مسألة قد تكون إيجابية إن بادرت بها الزوجة، لكونها الأقدر على ضبط أعصابها والسيطرة على المسائل المحيطة بها. “التخفيف من الشكاوى في تلك الوقت، بدلاً من زيادتها حتماً سينعكس على جو البيت العام الذي يعمّه أصلاً الإحباط واليأس لاجتماع كافة الظروف السلبية في وقت واحد، مسألة غاية في الأهمية”، يقول التُّهامي. وهو يرى أن هذه الفترة تحتاج من الطرفين بث الأمل، ورجاء عودة الحياة إلى طبيعتها إذا قررا تفادي الأزمة واستمرارية الحياة الأسرية معاً.

دور الزوجة أساسي

الأخصائي التُّهامي يرى أن على الزوجة استخدام ذكائها الاجتماعي والعاطفي في استثمار تواجد زوجها إلى جانبها طوال الوقت خلال هذه المرحلة، وهو الذي قلما كان يتواجد في المنزل لهذه المدة الزمنية بسبب ظروف عمله، أو الخروج مع أصدقائه. فبقاؤه اليوم بجانبها، فرصة لحل مشاكل كانت عالقة بينهما، ومحاولة تستحق التجريب لرأب الصدع الذي كان يؤثر في علاقتهما.

عليها، كما يقول التُّهامي، أن تكتم أي مشاعر سلبية، أو التلميح بأن جلوسه يضيّق عليها الخناق عليها وعلى أولادها؛ فإظهار الكلمات الطيبة من وقت لآخر للتعبير عن المشاعر الإيجابية، سينعكس حتماً على المنزل بشكل عام.

ويشدد التُّهامي على ضرورة أن لا تضيف الزوجة تكاليف منزلية غير متاحة لضيق ذات اليد، وأن تجتهد في إدارة المنزل وتنظيمه مادياً من حيث توفير الأساسيات الغذائية فقط، وعدم طلب ما يفوق طاقة الزوج في الظرف الراهن الذي يتزامن مع شهر رمضان الفضيل وتنويعاته المتوارثة في الطعام والحلويات.

الأمر يحتاج أن تستخدم الزوجة أقصى مهاراتها في الذكاء الاجتماعي والعاطفي من أجل تخفيف العبء على الزوج والمساهمة في عبور هذه المرحلة العارضة، وتحويلها من تحدٍّ إلى فرصة. “ليس الأمر بهذه السهولة، لكنه من نوع الامتحانات التي قد لا تتكرر في الحياة” كما يقول التُّهامي.

[ad_2]
Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى