في ظل كورونا.. كيف ستكون منظومة القيم في شهر رمضان والعيد؟

[ad_1]

بعد أن خيمت جائحة كورونا على العالم بشكل عام، تمكنت من النيل من القيم ومنظومة الحياة اليومية، وتعدى ذلك إلى السلوك الذي أصبح مقنناً جداً خاصة فيما يتعلق بالتعامل ما بين الأفراد، في أي مكان كان، انطلاقاً من أن الابتعاد والتباعد الاجتماعي والالتزام بالتعليمات هو سر الخلاص من أي عدوى قد تنتقل لأي شخص.

وفي ظل كورونا تبرز الضرورة لاستدعاء منظومة القيم، أو ما يسمى بالموروث الثقافي والقيمي للمجتمع العربي الذي يدعو إلى التضامن، وتعزيز التعاون والتكافل بين الأفراد، لا سيما في شهر رمضان المبارك الذي تظهر فيه قيَم الكرم والاصطفاف الكامل بين أفراد المجتمع، فيما تزداد الحاجة لتفعيلها في ظل هذا الظرف الصحي الاستثنائي، كما يقول المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات.

هل تتبدل الأحوال في شهر رمضان؟

img

ما يتوقعه العمارات، هو أن تتحول السلوكيات والمراسم التي كانت في رمضان ما قبل كورونا، إلى سلوكيات غير مسبوقة، سعياً من كل فرد لحماية نفسه. ويتوقع أيضاً أن تتلاشى بعض السلوكيات التي كان يعتاد عليها الناس في رمضان كغياب اللمّة العائلية والإفطار الجماعي ودعوات الأقارب، وغياب الخيَم الرمضانية بشكل كامل توجساً من أية تمازجات اجتماعية قد تكون سبباً في جلب الفيروس إليهم .

ولن تقتصر هذه الطقوس عند هذا الحد، إذ ربما سيكون تواصل الناس بين بعضهم رقمياً فقط، وبصورة أكبر مما كانت عليه في أشهر رمضان السابقة.

حتى كيفية شراء ما اعتادوا عليه في رمضان، كشراء القطايف أو الحلويات أو عصائر رمضان لن تكون كما في السابق، وإنما ستتغلب الدقة والحرص في عملية التسوق على الموقف، هذا في حال كانت الأسواق مفتوحة وحرية الاختيار والتنقل والشراء متوفرة أيضاً، بحسب العمارات.

كورونا والعيد

img

ثمة تغيرات جديدة ستطرأ على طقوس العيد ومراسم الاحتفال به التي اعتاد عليها الأفراد في سابق عهدهم، حتى استقبال المعايدين فسيكون ضرباً من الماضي، وربما تتلاشى وتغيب عن المشهد. وبخصوص الأطفال الذين ينتظرون العيد وفرحته بمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك، فإن مساحة تحركهم قد تكون في أضيق نطاق، وفق العمارات.

وما يتميز به العيد من زيارة الأقارب والإخوة والأخوات، فإنها وفي ظل الحجر المنزلي الذي لا يعرف أحد موعد انتهائه، قد تقتصر هذه المرة على التهنئة الرقمية أو على زيارة لدقائق معدودة، بعيداً عن المصافحة بالأيدي والتقبيل، ما يؤكد أن توخي الحذر سيكون سيد الموقف.

تحولات جديدة وغريبة

هذا الأمر لم يسبق وأن تعرض له العالم العربي من قبل، كما يقول العمارات، إلا أن الشخصية العربية في عمقها الروحي والنفسي تتميز بالطيبة واليسر والتسامح والبذل والعطاء، ومن هنا حتى وإن غادرت كورونا بما خلفته وراءها؛ فإن السلوكيات ستبقى محفوفة بالحذر.

وما مرّ من ظروف ستجعل الجميع يقفون على مسافة بعيدة من الآخرين تحسباً لأي عدوى قد تنتقل من أي شخص، لأن حالة الهاجس التي تعوّد عليها الأفراد طوال هذه الفترة لن تزول بسهولة، كما جعلتهم أكثر حذراً وحساسية من ذي قبل.

وبتقدير العمارات فإن كل الأفراد سيوقنون لاحقاً بأن كل ما يجري من تغيرات في تلك القيم هي في صالحهم، بعيداً عن إلقاء اللوم والعتب على أحد، أو اتخاذ موقف معين تجاه سلوكيات الأفراد في هذه الظروف الاستثنائية، وعليهم كذلك بتمرير أية مناسبة قد تحدث خلال هذه الفترة إلى أن تنقشع هذه الغيمة

[ad_2]
Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى