أسرار في حياة عبد الحليم حافظ يرويها ابن شقيقه محمد شبانة: لهذا السبب كان يكره يوم ميلاده

[ad_1]

تصوير – محمد العربي

لا يزال العندليب عبد الحليم حافظ “أمير القلوب” حياً بيننا. ورغم رحيله منذ ثلاثة وأربعين عاماً، إلا أنه مازال سيد الإحساس وأغانيه رفيقة لكل قصة حب. فكل أغنية منها تعبر عن حالة حب مختلفة عن الأخرى. ولا يزال عبد الحليم حافظ المطرب الذي لم يختلف عليه أحد سواء في عذوبة صوته أو صدق إحساسه الذي جعله ملك الإحساس الصادق في الغناء.

ورغم تقديم حياة العندليب في أكثر من عمل فني، لكن حياته لا تزال مليئة بالأسرار التي لا نعرفها مما يجعلها ملهمة حتى اليوم لتقديم مزيد من الأعمال الفنية عنه، لعل آخر ما تم طرحه الآن هو استعداد الفنان العالمي مينا مسعود صاحب رائعة الفيلم العالمي”علاء الدين” لتقديم شخصية حليم في عمل سينمائي عالمي. وقد صرح مينا مسعود عن هذه الأمنية لمحمد شبانة ابن شقيق حليم منذ شهور قليلة وقد أبدت الأسرة كل الترحيب بهذا العمل الذي يبقى في مرحلة الاتفاقات المبدئية.

محمد شبانة ابن شقيق حليم هو والسيدة زينب الشناوي ابنة الحاجة علية شقيقة عبد الحليم لا يزالان يحتفظان بمقنيات حليم كما تركها بحالتها وكأنه رحل بالأمس. وقد نجح شبانه في إقامة متحف متنقل لمقنيات العندليب أقيم في الفجيرة بدولة الإمارات العربية خلال مهرجان الفجيرة وقد لاقى هذا المتحف نجاحاً كبيراً.

أيضاً يحتفظ محمد شبانة بتسجيلات صوتية لم تظهر إلى النور تركها له والده شقيق عبد الحليم والذي كان يعمل معه كمدير أعماله طوال حياته.

أسرار كثيرة يحتفظ بها محمد شبانة خصّنا ببعضها في حوارنا معه.

مع عائلته
مع عائلته

كيف كان اشتراكك في مهرجان الفجيرة بمقتنيات حليم؟
كنت أتحدث بالصدفة مع المهندس محمد سيف مدير مهرجان الفجيرة للفنون، وأبديت رغبتي في عمل متحف متنقل لمقتنيات عمي يجوب العالم. وبالفعل اتصل بي عندما اقترب موعد المهرجان وقال لي:” يشرفني اشتراكك بمتحف العندليب في مهرجان الفجيرة”. وبالفعل كان هناك إقبال جماهيري كبير على المتحف من أول يوم وضعنا فيه المقتنيات حتى آخر يوم في المهرجان. وقد زاره عدد كبير من كل الجنسيات وكل المراحل العمرية وكانوا سعداء ويلتقطون صور “سيلفي” تذكارية لهم مع مقتنيات حليم. والحمد لله نجح المتحف نجاحاً كبيراً.

ما مقتنيات عبد الحليم التي عرضت في المتحف؟
“شنطة” أدويته التي كانت لا تفارقه في أي حفلة أو تصوير فيلم أو رحلة علاج وأحذيته و”البلوفر” الخاص به الذي ارتداه في كثير من مشاهد “يوم من عمري” و”كارت” أرسله لوالدي محمد شبانة و”بالطو” رحلته الأخيرة في لندن.

كيف تحافظ على مقتنيات حليم؟
أحافظ عليها في “دولاب” خاص وأنظفها من آن لآخر وأضعها لوقت طويل في الشمس وأقوم بتلميع أي أشياء أخرى تخصه مثل “دبلة” حبه الوحيد وقلمه الذي صحّح به بعض كلمات أغنية “قارئة الفنجان” مع الشاعر نزار القباني. أحفظ كل شيء في “دولاب” خاص في منزلي ذلك المنزل الذي شهد بدايات عبد الحليم الفنية وقتما كانت تعيش عمتي وأبي وشحاتة ابن خاله.

في سابقة لم تحدث من قبل اعتذرتم كعائلة عن الاحتفال بذكرى حليم يوم 30 مارس وهي أول مرة منذ رحيله وذلك بفتح منزله بالزمالك للزوار من كل أنحاء العالم. لماذا ؟
للأسف أنا حزين جدا لهذا الاعتذار ولكن اضطررنا لهذا كوقاية من فيروس كورونا الوباء العالمي ولأن الجيران اعترضوا أن يأتي عدد كبير وتكون هناك تجمعات كبيرة من كل بلاد العالم يزورون الشقة. فقررنا الاعتذار واقتصرنا على قراءة القرآن فقط.

وماذا كان يحدث يوم الذكرى في السنوات السابقة؟
عدد كبير من معجبيه من كافة أنحاء العالم يزورون شقة الزمالك ويكتبون له على الحائط خارج الشقة. وقد حزنت كثيراً لوفاة أخلص وأوفى المعجبات وهي سيدة تونسية رحلت منذ مدة. وكانت حريصة على حضور الذكرى منذ رحيل عبد الحليم.

ما الفئات العمرية التي ما زالت تحضر للاحتفال بذكرى العندليب سواء زيارة منزله أو قبره في البساتين؟
ما جعلني أندهش أن أجد فتيات وشباباً فى سن المراهقة ويكونون حريصين على مشاهدة مقتنياته ومعرفة حكاية كل شيء عنها أي أن حليم لا يزال يتربع على عرش الأغنية ومازال له معجبات ومعجبون من جميع الأعمار والفئات.

نريد نبذة عن مقتنيات عبد الحليم التي تتنوع ما بين الملابس والبدل الشهيرة التي حضر بها حفلاته الأخيرة؟
بدل حفلاته وبالأخص البدلة التي ظهر ها وهو يغني “رسالة من تحت الماء” التي أهداها له الملك الحسن الثاني ملك المغرب الراحل حيث كان يقدر عبد الحليم جداً ويحمل له في قلبه حباً شديداً. فقد أحضر الملك الحسن مصمم أزياء فرنسي وقال له “القماش اللي اخترته لبدلة عبد الحليم لا يطرح للبيع قبل 25 سنة”. أيضاً من المقتنيات بدلته البيضاء في حفل “قارئة الفنجان” وبدلة أغنية “أي دمعة حزن لا” و”البالطو” الأخير الذي سافر به آخر رحلة إلى لندن وهي رحلة الرحيل و”دبلة” حبيبته التي ظل يحبها حتى رحيله.

من ضمن المقتنيات ساعاته من الماركات العالمية التي كان يحضر بها العندليب حفلاته، الميكروفون الذي كان يستخدمه في عمل بروفات أغانيه في منزل الزمالك وخاصة “قارئة الفنجان”، وكان عمي يحب هذا الميكروفون الذي عرضته في المتحف. وكان يستخدمه في البروفات ويتفاءل به وأتذكر صورة عمي وهو مريض جداً. وكان يقاوم ويجري بروفات “قارئة الفنجان” في المنزل وكان يسمح لي أنا فقط بالحضور، ولا يسمح لزينب بنت عمتي وأماني ابنة شحاتة ابن خالة حليم.

وماذا عن سيارات حليم؟
أحتفظ بسيارة فيات 1300 نادرة جداً. وساعدت السواق الخاص عبد الفتاح في إنقاذ عمي بعد أن جاءه النزيف في العجمي. فأخذ السيارة وذهب إلى القاهرة ليحضر الطبيب ووصل العجمي بالطبيب في أقصر وقت وأنقذ عمي بعد أن استطاع الطبيب نقل الدم لحليم. عبد الفتاح كان السواق الخاص لعمي وكان يعتبره واحداً من العائلة. وكان عمي يعامله معاملة طيبة وكان يعامل عبد الرحيم السفرجي والطباخ نفس المعاملة. واستمرت العلاقة الطيبة بعد رحيل حليم.

حبيبة حليم

من مقتنيات الراحل
من مقتنيات الراحل

من هي حبيبته؟
لن أستطيع أن أبوح باسمها لأن جدها كان شخصية شهيرة ولها أولاد كبار يتضايقون من هذه الحكاية. وهي كانت امرأة مطلّقة ولها ولدان. وجدها رفض عبدالحليم عندما تقدم لها. وعندما مرضت مرض النهاية أخبره جدها بذلك، فسافر لها حليم ورافقها في رحلة العلاج في لندن حيث قالت له:” أريد أن أطمئن عليك”. فقال لها إنها ستشفى و”نتزوج”. وكان يحتفظ بدبلتها ويلبسها حتى رحيله.

هل كانت لندن وطن العذاب بالنسبة لعبد الحليم؟
لا كان يحبها لأنه أجرى فيها عملية لإنقاذه وهي استئصال جزء من المعدة. وكان ذلك عام 1956 وهي العملية التي أنقذت حياته. وكان يسافر إلى لندن سنوياً لحقن دوالي المريء.

كيف كانت العلاقة بينك وبين عمك العندليب؟
كانت علاقة حب شديد وعشق وأتذكر أنني عندما كنت أدخل على “عمو حليم” وهو يتناول إفطاره المتواضع، وكان عبارة عن بياض البيض وربع رغيف بلدي وقطعة جبنة صغيرة جداً. وكنت أجلس على رجله ويضحك معي ويداعبني وأتذكر أنني عندما كسرت العود الخاص به أحضر العواد وقال إصنع لي “عود” وعود لمحمد ابن أخي.
وفي كل بروفة كان يحضرها عمي بملابس مختلفة مرة بجلابية وأخرى ببدلة. وكان يكلف الترزي الخاص به أن يفصل لي جلاليب أو بدلة بنفس التصميم لأحضر معه البروفة في منزل الزمالك، وكان حريصاً أن أقصّ شعري مثل شعره.

وكيف كانت علاقة حليم بأشقائه؟
حليم هو الأخ الأصغر، وكان يحتوي إخوته وأبناءهم مادياً ومعنوياً. وكان إخوته يلعبون دور الأب والأم في حياته وخاصة عمتي “علية” حيث كان عبد الحليم بمثابة ابنها رغم أنها تكبره بخمس سنوات فقط. وكان أبي وعمي إسماعيل يلعبان دور الأب في حياته. وفي أحد اللقاءات سأل مفيد فوزي عبد الحليم لماذا يغنّي نيابة عن أسرته؟ (وكان يقصد هنا عمي إسماعيل لأنه كان مطرباً وصوته حلو). فردّ حليم وقال “لأ كلنا بنأكل من طبق واحد وقلوبنا على بعض ومفيش بيننا حسابات أحنا أسرة واحدة وربنا خلقنا أيتام وكان الله سندنا ووقف جنبنا وأصبحنا واحد مش أربع أشقاء”.

محمد شبانة شقيق عبد الحليم كان مدير أعماله وترك له العندليب بعد رحيله شرائط لم تظهر للنور فيها أسرار بصوته لم يسمعها أحد . أما آن الأوان لظهور هذه الشرائط؟
لن أظهر هذه الأسرار إلا فى الوقت المناسب ولكن أخصّ “سيدتي” ببعضها حيث كان عمي في وقت الضيق يذهب متخفياً مع الصحفي عصام بصيلة ويضع النظارة على عينيه ويلبس الكاب، ويذهب لسيدنا الحسين بعد العشاء، ويبقى حتى الفجر يقرأ القرآن ويدعو ويصلي. وكان حليم حافظاً للقرآن وكان شديد القرب من الله وراضياً بمرضه ويحمد الله. وكان المرض يمنعه كثيراً أن يغني أكثر من أغنية في حفلة ويرفض أعمالاً سينمائية لأنه كان يشعر بالإرهاق والتعب الشديد نظراً لطول مدة تصوير أي عمل درامي والتواجد لساعات طويلة فى الاستوديو. ولكن رغم كل هذا كانت هناك ثلاثة مشاريع لأفلام كان سيبدأ تصويرها فور عودته من لندن ولكن قدر الله منع ذلك. هذه الأفلام هى فيلم “لا” لمصطفى أمين و”تائهة بين السماء والأرض” وهناك مشروع ثالث يجمع بين عبد الحليم وعمر الشريف والممثلة الإيطالية صوفيا لورين وإخراج يوسف شاهين. وفى إحدى جلسات التحضير، أهدت صوفيا لورين ولّاعة لعبد الحليم. وكانت من ضمن مقتنياته رغم أنه لا يدخن. وهذه الولّاعة من ضمن المعروضات في المتحف.

تسجيل خاص

سيارة عيد الحليم
سيارة عيد الحليم

عبد الحليم أحب سعاد حسني ولكن لم يتزوجها. هل هذا صحيح؟
هذه شائعات روجت لزواج عمي من سعاد حسني ولكن الحقيقة أن عمي اعترف في التسجيل الخاص الذي أحتفظ به وقال “أحببت سعاد حسني كثيراً لكن لم يكلل بالزواج لأن الزواج ليس حباً فقط، أنا وقفت جنب سعاد حتى تصل لبر الأمان، وحاولت أن أحميها من نفسها لكن لم أستطع فانتهت العلاقة”.

قيل إن حليم لم يقدم على الزواج من سعاد حسني لأن أسرته كانت محافظة وترفض زواجه من فنانة؟
هذا كلام عار من الصحة. لا يوجد أحد كان يستطيع التدخل في حياة “عمو حليم”. وكانت قراراته مُلكاً له. أما العائلة، فكانت تكتفي بالنصيحة. ولو كان الزواج حدث مثلما أشيع فلماذا ننكره بالعكس كنا سنكون سعداء لو تزوج حليم من سعاد لأنها قيمة فنية كبيرة إلى جانب أننا لم نسمع تسجيلاً صوتياً واحداً أو حديثاً تليفزيونياً تعترف فيه بهذا الزواج، ولكن عمي اعترف بعدم الزواج في التسجيل الذي أحتفظ به.

سمعنا أن عبد الحليم كان يشعر بالذنب لوفاة والدته بعد ولادته. هل هذا صحيح؟
كان عبد الحليم يكره يوم ميلاده كثيراً ولا يحتفل به ويرفض أي هدية تقدم له لأنه فقد والدته بعد ولادته مباشرة. وكان يقول دائماً إنه السبب في وفاتها. وكان يرى في خالته صورة أمه. فكان يعشقها وكانت دائماً تقيم معه أوقاتاً طويلة في شقته بالعجوزة ثم في شقة الزمالك. وكان يقدم لها أي شيء تطلبه منه حتى لبى رغبتها في بناء وحدة صحية في بلدة الحلوات مسقط رأسه وغيرها.

ما الذي يبقى في ذاكرتك من حكايات والدك عن طفولة عبد الحليم؟
كان أبي دائماً يقول لي إن عبد الحليم كان يحب قرية الحلوات ولم ينس ما حدث وهو طفل حين جعله ناظر المدرسة يغنّي النشيد الوطني ويحفّظه لزملائه. وكان النشيد “لك يا مصر السلامة”.

أمنيتا الزواج والإنجاب

مع أطفال عائلته
مع أطفال عائلته

هل كان يتمنى عبد الحليم أن يتزوج وينجب طفلاً أو طفلة ويكوّن أسرة؟
فعلاً كان عمي حليم يتمنى أن يتزوج وينجب ولداً وبنتاً. وكان يقول لأبي “لو موهوب هاسيبه يغنّي ويمكن يكون امتداداً لي”. كذلك كان عمي يتمنى أن تكون له بنت جميلة وكان يقول “البنت حبيبة باباها”. ويتمنى أن تقول له في يوم من الأيام “فيه عريس عايز يتقدم لي يا بابا”. كان يرسم في ذهنه صورتهما وأشكالهما ويريد أن تكون ابنته عصرية وذات مركز كبير ولا تنسى أن أباها فلاح.

كيف كانت علاقة عبد الحليم بأبناء أشقائه؟
علاقة الأب بأولاده. كنا نجتمع في غرفة “عمو حليم” يضحك معنا ويداعبنا أنا وزينب وفردوس. وكان حريصاً على شراء الهدايا لنا والاحتفال بأعياد ميلادنا ودائماً ما يقول لزينب وفردوس إن عليهما أن تنقصا وزنهما. وكان يشتري لهما ملابس ضيقة عليهما حتى تضطرا لإنقاص وزنهما إجبارياً. وكنا كثيراً ما نسافر العجمي لقضاء إجازة الصيف فيها. أما أنا فكان يحضر لي أجمل الألعاب والملابس. وقد حكت لي الراحلة العظيمة نادية لطفي أنه تأخر على الطائرة في مطار لندن لكي يشتري لي “بلوفرات” وألعاباً وعلب ألوان.

قبل رحيل العندليب سمعنا أن هناك خلافات حدثت بينه وبين رفيق مشواره الموسيقار بليغ حمدي. ما حقيقة ذلك؟
لم يكن خلافاً، ولكن سوء تفاهم. ففي سنة من السنوات الأخيرة كانت هناك ثلاث أغنيات واحدة للموسيقار عبد الوهاب والثانية للموجي والثالثة لبليغ حمدي. وقد نصح الأطباء حليم بأن يغنّي أغنية واحدة في السنة وأخبرهم حليم بحالته الصحية فقالوا له صحتك أهم من أي شيء أما بليغ حمدي فقد غضب من حليم، وقال له:” أغنيتي هي التي ستقدم هذا العام” فحزن حليم حزناً شديداً وشعر بأن ما يهم بليغ هي أغنيته ولا يهمه صديقه. لكن بعد رحيل حليم، أصاب بليغ حمدي حالة انهيار شديدة وبكاء. وجاء لنا في الزمالك بمجرد أن سمع خبر وفاته وكان يمشي فى الشقة ويبكي ودخل غرفة حليم. وظل يبكي بشدة وظل حب حليم في قلب بليغ وأتذكر بعد قضيته الشهيرة وسفره إلى باريس قال بليغ “لو عبد الحليم كان عايش ما كنتش اتبهدلت كده”.

حليم وفريد الأطرش

عبد الوهاب مع حليم
عبد الوهاب مع حليم

وهل كانت هناك خلافات بينه وبين فريد الأطرش؟
لم تكن هناك خلافات بقدر ما كان هناك عتاب لشدة الحب أو سوء تفاهم. فقد قام متعهد حفلات بحجز كل المسارح لصالح فريد الأطرش في لبنان. وقالوا لعبد الحليم بأن فريد هو السبب وراء ذلك وقال: “لو غنيت في الشارع في لبنان جمهوري سيأتي”. ولكن فريد أكد لحليم أنه لم يفعل ذلك وأن متعهد الحفلات هو السبب فقال له حليم: “وأنا برضه قلت فريد ما يعملهاش” وقد قام الموسيقار فريد الأطرش بدعوة حليم لافتتاح مطعمه في لبنان.

ولماذا لم يغن عبد الحليم من ألحان فريد الأطرش طول حياته؟
كان حليم يريد أن يغني من ألحان فريد الأطرش ولكن لم يجد ما يناسبه وفي النهاية وجدوا لحناً ووافق عليه حليم، لكن القدر لم يمهل فريد الأطرش ورحل قبل أن يظهر اللحن إلى النور. وأتذكر أن حليم أرسل برقية عزاء لشقيق فريد الأطرش، السيد فؤاد الأطرش قال فيها “اطمئن يا حبيبي لن أتأخر عليك”، وكأنه كان يخاطب روح فريد الأطرش فى برقية العزاء.

مكتبة عبد الحليم مليئة بالكتب النادرة من أكثر من كان يقرأ لهم حليم؟
كان يقرأ لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي، ولكن كان يقرأ كثيراً لتوفيق الحكيم. فقد كان يقول عنه إنه ذو فلسفة خاصة نتعلم منه كيف نتكلم وننصت وكيف نتعامل مع الآخرين.

لمن كان يسمع عبد الحليم حافظ؟
فيروز ووديع الصافي وأسطوانات عالمية. وكان يحب أن يسمع ويطّلع على كل جديد.

عندما ظهر عدوية ماذا كان رد فعل حليم؟
كان حليم يؤمن بأن كل واحد له لونه وله جماله. وكان يحب عدوية وقد غنى معه. وغنى حليم “السح الدح أمبو” أثناء حضوره حفلاً غنى فيه أحمد عدوية.

كيف كانت علاقته بوردة الجزائرية؟
كانت علاقة صداقة واحترام.

وصباح؟
كانا صديقين وكانت تعتبره أخاً لها وأيضاً شادية كانت أختاً أخرى له. وكان يحب صوتها جداً وعملا معاً أكثر من عمل وأكثر من “دويتو” فني.

في رأيك هل تم تقديم عمل يليق بمكانة عبد الحليم حافظ؟
كل التجارب كانت لا تليق بعبد الحليم وتاريخه وأتصور أن الفنان العظيم أحمد زكي لولا مرضه لخرج فيلم “حليم” بشكل أفضل عما تم تقديمه لكننا لم نعترض لأنها أمنية الفنان أحمد زكي التي ظلت سنوات أن يجسد دور حليم. وبالفعل جلسنا معه جلسات عمل طويلة وحكيت له كثيراً لكن المرض حال دون أن يقدم العمل بالشكل الذي كان يتوقعه فلو كان بصحته لأصبح الفيلم علامة فارقة من علامات أحمد زكي فى آداء الشخصيات الحقيقية مثل فيلم “السادات” و”ناصر 56″.
جلست مع الفنان العالمي مينا مسعود صاحب رائعة “علاء الدين” الذي قال لي بأنه على استعداد لتقديم شخصية حليم في عمل سينمائي عالمي. وقد أبدت الأسرة كل الترحيب بهذا العمل الذي يبقى في مرحلة الاتفاقات المبدئية.

الرحلة الأخيرة في حياته ماذا تعرف عنها؟
كان في مراحل المرض الشديدة. ورغم هذا، كان حريصاً على أن يقدم أغنية “قارئة الفنجان” لنزار قباني وظل شهوراً في عمل بروفات للأغنية وتصحيح بعض الكلمات في القصيدة مع الشاعر الكبير لتلائم اللحن وحتى يفهمها الجمهور جيداً. ولحبه الشديد لعمله دفع 1000 جنيه مكالمات خارجية. وكان هذا الرقم ضخماً بمقاييس عصره بسبب اتصاله المستمر بنزار قباني في أكثر من بلد لتعديل بعض الكلمات. وقد حكى أبي وأسرة الموسيقار محمد الموجي والتي تجمعنا بهم صداقة طويلة حتى الآن قالوا إن حليم قام بحبس محمد الموجي في أحد الفنادق وكانت أم أمين زوجة الموجي يرحمهما الله تبحث عن زوجها فاتصل بها حليم. وطمأنها أنه في الفندق للتفرغ لتلحين “قارئة الفنجان”. ورغم أن حليم كان سعيداً بهذه الأغنية، إلا أنه تأثر كثيراً بما صدر من سلوك غير عادي من بعض الجماهير المدسوسة التي حاولت إفساد الحفل وصبر عبد الحليم عليهم رغم ما يحدثونه من صفارات وضوضاء. وغنى الكوبليه الأول ثم توقف وقال لهم “أنا بأعرف أصفر وأعرف أزعق”. وفوجئ حليم بشخص معه بدلة مطبوع عليها فناجين شاي وقهوة وحاول أن يلفت نظر حليم مما أغضبه جداً. و”زعق” وقال للجمهور “كفاية كده بقى”. وحزن أكثر لأن الصحفيين كتبوا عن ذلك بشكل سلبي. وهو كان مظلوماً في حكمهم عليه بأنه أساء للجمهور وهؤلاء لم يكونوا جمهور حليم بل كانوا مدسوسين لإفساد الحفل. وحاول أن يبرر للصحفيين ما حدث وفيما بعد عرف الصحفيون أن ما حدث كان لتشويه صورة حليم.
وبعد شهور قليلة سافر عمي إلى لندن الرحلة الأخيرة. وكان المرض قد اشتدّ عليه. وعندما اتصل بنا قبل وفاته بأيام وقال لأبي “أزيك يا حمادة عامل إيه وحشتنى ادعيلى يا حبيبي”. وطلب الكلام مع فردوس زوجة شحاته ابن خالة حليم. وقال لها:” يا دوسة أنا تعبان ياريت تروحي تدعيلي في سيدنا الحسين إن ربنا يريحني أنا تعبت وعايز استريح”.
وفي يوم 30 مارس 1977 رأيت والدتي ترتدي الثوب الأسود فشعرت أن عمي حليم رحل. فقلت لها: “عمو حليم” مات وبكيت فى أحضانها.

نصح الأطباء عبد الحليم بزرع الكبد لكنه رفض لماذا؟
لأن العملية كانت ستؤثر على ذاكرته وصوته.

وماذا عن جنازة حليم ؟
جنازة مهيبة حضرها كبار السياسيين والفنانين والأدباء. وبكى الجميع عليه وكان لعشاق حليم حكايات كثيرة منها اللاتي انتحرن من عمارته ومنهن من تم إنقاذها قبل الانتحار ومنهن من أرسلن رسائل تقول لنا:” عندما تفتحوا الرسائل سنكون مع العندليب في العالم الآخر وإلى الآن تأتينا رسائل من كل أنحاء العالم لمعجبين يقومون بعمل خاتمة قرآن وعمرات لعبد الحليم وأشقائه. وما زال حبه في قلوب الناس لأنه كان يحترم جمهوره وكان صادقاً معه.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر “سيدتي فن”


[ad_2]
المصدر by [author_name]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى